المظاهر
العمرانية والاجتماعية في القرية والمدينة
يوجد اختلافات كبيرة بين العيش في القرية أو العيش في
المدينة، فلكلّ منها ميّزاتها وسلبياتها على أسس اقتصاديّة، واجتماعيّة،
وترفيهيّة، ونفسيّة، ووضعت هذه الاختلافات بناءً على المعدّل السكّاني للمواطنين،
والظاهرة الإدارية، والعادات الاجتماعية والأسرية.
الظاهرة العمرانية
القرية
تمتاز القرى ببساطة بنائها العمراني وعدم تنسيق الأبنية،
فتراها موزّعة بشكل غير منتظم مع التركيز على الاختلاف الكبير في طريقة البناء
تباعاً للحالة الاقتصادية لصاحب المنزل، فمنها ما هو مبنيّ على أسلوب حضاري، ومنها
ما هو ميسور الحال، كما وأنّ الخدمات العامة والاجتماعية قد تكون معدومة أو قليلة،
مثل شبكات الصرف الصحي وقنوات التصريف، أو شبكات إنارة الشوارع، كما وتمتاز المظاهر
العمرانية في القرية بتمركزها حول المنطقة المنتعشة بالقريبة أي القريبة إلى مراكز
الخدمات الطبية أو الأسواق والمدارس.
المدينة أو الحضر
أهمّ شي يميز المظاهر العمرانية للمدينة عن القرية وهو
الترف في البناء ومظاهرها العمرانية الكبيرة، فالبنى في المدينة يكون على أسس
دراسات علمية وتخطيطية وهندسية، وموزعة بشكل منتظم يراعي توزيع الخدمات الأخرى من
شبكات الصرف الصحي، وشبكات توزيع الكهرباء والمياه، كما وتمتاز العمارة في المدن
بأحجامها الكبيرة فترى ناطحات السحاب والعمارات الكبيرة، بالإضافة إلى اكتظاظ
المدينة بهذه المباني فقد ترى السماء ملبدة بها من كثرتها، بالإضافة إلى انتشار
وسائل النقل والمواصلات بشكل كبيرة، ممّا يؤدّي أحياناً إلى وجود الأزمات والحوادث
بشكل أكبر مما هو في القرية.
الظاهرة الاجتماعية
القرية
تمتاز القرية ببساطتها، ومن خلال هذه الكلمة تدرك أن الناس
في القرية أفكارهم بسيطة وجميلة، تتكوّن بينهم روابط الأخوة والعائلة الواحدة،
فترى أهل القرية كلهم يقفون يداً واحدة في السراء والضراء، وتمسكهم بالعادات
والتقاليد الجيدة واتّباع الدين ومناهجه، كما ويعتمد أهل القرية على الزراعة ورعي
الأغنام أو الحرف البسيطة كمصدر رزق لهم، ويمتاز جوّ القرية بالهدوء والسكينة
ولهذا يفضل أهل الحضر بالقدوم إلى القرية بأوقات الاستجمام والعطل الصيفية.
المدينة
يعيش الإنسان في المدينة حالة من التعقيد والتفكير
والتنظيم الشديد، فالعلاقات الاجتماعية لا تتعدّى حدود سكان العمارة نفسها أو
المجمع السكني الواحد، فتجد سكان العمارة لا يعرفون بعضهم البعض، فالعلاقات
الاجتماعية في المدينة بنيت على أساس المصالح وتسيير الأعمال الخاصة، وتجد التمسك
بالعادات والتقاليد أقل منه في القرية، فعلى سبيل المثال، نجد الاختلاط في الأعراس
بين الجنسيين ومشاركة الرجل في الرقص وعدم وجود هذه المظاهر في القرية، كما ويركز
أهل المدينة على التجارة وإدارة الأموال كمصدر رزق لهم، فتجد الشركات الكبيرة والمصانع
المنتشرة في كل أنحائها لمواكبة التطور المالي في العالم.
إرسال تعليق