-->

random

آخر المواضيع

random
recent
جاري التحميل ...
recent

مكانة المرأة قبل الإسلام وبعده


ان ومازال البعض يستخف بالنساء ويضع لهن مكانة وضيعة في المجتمع، إذ كانت في الأمم السابقة تعامل كسلعة للمتاجرة والربحية، أو رمز للهبات والعطايا، كل هذا لأنها كائن ضعيف لا يستطيع أن يثبت مكانته الاجتماعية بالسيف والرمح، في الوقت الذي كان القوي يفرض نفسه ويعزز مكانته بهما.

ففي اليونان، منعت المرأة من طلب العلم والحقوق المدنية والقانونية والاجتماعية، إذ إنها تقضي أوقاتها في المنزل بين الغزل والنسج، بعيدة كل البعد عن محافل الثقافة ومراكز التنمية الذهنية التي يحظى بها الكبار والصغار من الذكور.
أما الرومان فقد أعطوا للرجل الأحقية في التصرف بزوجاته وأبنائه مشرعين له السنن التي تمنحه بيع زوجته أو تعذيبها أو حتى قتلها لأنها ملكه والمالك له الحق بالتصرف كيف يشاء بأملاكه. ناهيك عن القيود والأثقال التي قيدوا بها المرأة وذلك بحرمانها من حقوقها المدنية والإنسانية.
أما في بلاد الهند التي اشتهرت بالعلم والتحضر آنذاك، فإن للمرأة مكانة العبد الملزم بطاعة وعبادة معبوده، أي الرجل؛ فالمرأة ملك لأبيها وهي بكر، وجارية لزوجها وهي زوجة، وأيمة لأبنائها وهي أم. وكانوا يحرقون الزوجة الحية مع جثة زوجها المتوفى بعد تزيينها بلباس زواجها، وذلك وفاء لزوجها، وتحرم من حقوق الميراث ورعاية الأبناء وغيرها من الحقوق الإنسانية. وكانوا يعتقدون بأن المرأة ليست إلا مادة للإثم ورمزا للانحطاط الأخلاقي والروحي، ولا يؤمنون بإنسانيتها وأن لها الحق الإنساني باستقلالها كالرجل تماما.
تحسين الإسلام لصورة المرأة
بعد أن جاء الإسلام تنعمت المرأة بحقوقها الإنسانية، واستطاعت أن تكون لها مكانة بارزة في المجتمع. فقد ساوى الإسلام بين الذكر والأنثى على أنهما إنسان، وجعل المرأة شقيقة الرجل في الإيمان وإن كانت زوجته، وساوى في الحقوق بينهما وكذلك في الواجبات.
وقد يسأل أحدهم كيف يساوي الإسلام بين الرجل والمرأة وهو يعطي الرجل مثل حظ الأنثيين في الميراث؟ ولكن العلماء والمفسرين فسروا هذا الحكم على أن للذكر حظا أكبر من المرأة في مسألة الميراث لأن الرجل مسئول عن بيته وزوجته وأولاده، والمرأة مكفولة إما بأبيها أو بزوجها أو بأبنائها.
والجواب نفسه للذين يسألون: كيف يقول الإمام علي (ع) إن النساء ناقصات الحظوظ والإيمان؟ فنجاوب عن الشطر الأول من السؤال بإنهن أقل حظا من الرجال في مسألة الميراث. أما إنهن ناقصات إيمان فهذا يعود لمسألة أداء الفرائض، إذ إن الإنسان إذا صلى ركعتين فإنه سيحصل على ثوابها وسيزيد ذلك من رصيد حسناته مما يقوي من إيمانه، أما المرأة ولأنها تمر بعادتها الشهرية فإنها لا تتمكن من أداء فرائضها اليومية الواجبة لأيام معدودات من كل شهر، وذلك فإن إيمانها يتوقف عند نسبة معينة بينما الرجل لا يتوقف عن أداء الفرائض ليوم واحد. إن الإسلام أعطى المرأة أرقى المراتب وأرقى مكانة في حياة البشرية وقت الولادة، وجعل الجنة تحت أقدامها، وجعل رضاها كرضا الرب، وهذه المرحلة جدا مهمة، فالإنسان المؤمن الزاهد العابد لا يمكن أن ينال رضا الله إلا إذا نال رضا الأم. والأم هي امرأة أسيء معاملتها ما قبل الإسلام وبعد الإسلام، إذ نرى الكثير من الآباء والأزواج والأبناء يعاملون المرأة كما يعاملها أجدادهم السالفون، متأثرين بذلك من الغرب من حيث البرود العاطفي في التعامل معها ورسم صورة لها على أنها كيان للتلذذ الذكري والاستمتاع الغرائزي وللخدمة والطاعة.
دور المرأة في المجتمع
تتمتع المرأة في الإسلام بمكانة عظيمة، ويعتمد عليها إصلاح المجتمع الإسلامي. إن للمرأة دورا رياديا كبيرا في إصلاح زوجها وأبنائها، وإذا صلح الأبناء والأزواج فإن المجتمع سيصلح تلقائيا، لأن الرجال والأبناء هم من يمثلون المجتمع، أي أن المرأة تتمتع بدور غير مباشر ولكنه فعال في إصلاح المجتمع.
ويؤيد البعض هذه الطريقة غير المباشرة في إصلاح المجتمع أكثر من الطريقة الأخرى المباشرة، وهي الوعظ والإرشاد فوق المنابر وعن طريق وسائل الإعلام المتعددة. ولكن لابد للمرأة التي تريد أن تصلح في المجتمع أن تتمتع ببعض مقومات الإصلاح، كصلاحها وتوافرها على ثقافة إصلاحية وفكرية، وأن تكون ذات منطق وحكمة. ويعتمد المجتمع على التربية الأسرية اعتمادا كليا، فالمجتمع أسرة، به الأسرة فرد، إن صلح صلحت الأسرة، والفرد الصالح بإمكانه أن يصلح الفرد السيئ. والمرأة هي القادرة على إصلاح أفراد أسرتها أكثر من قدرة الرجل على إصلاحها، فالأبناء يتربون في أحضان أمهاتهم ويتعلمون منهن كل شيء بينما الرجل لاهٍ في أعماله ورزقه. وتتمتع المرأة بنشاط اجتماعي واسع في بث الدعوة الإسلامية والإنسانية ونشر الوعي والفكر بين أفراد جنسها. وللمرأة تأثير واسع على المجتمع وذلك لما تتمتع به من قدرات خلقية تستطيع أن تلهم العقول وتثير الانتباه، وتستطيع بعواطفها ومكرها أن تصل إلى أهداف ربما يعجز الرجل أن يصل إليها. ونستدل على ذلك بالملكة بلقيس التي استطاعت أن تقنع شعبها بألوهية الله وأن تصنع منه شعبا مؤمنا بالله وحده.



التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

تابعونا لتتوصل بجديد مسار

جميع الحقوق محفوظة

ب مسار B-massar

2016